الجمعة، 6 أغسطس 2010

آيران وامريكا .. ومنطق اما معنا او ضدا

آيران وامريكا .. ومنطق اما معنا او ضدا

بقلم: محمد ارمين


العقل والشرع يؤيدان ويؤكدان على حرية الرأي والتعاطي مع الطرف الاخر المخالف او المعارض، فمن غير المقبول اجبار الاخرين او اقصائهم لسبب انهم لا يتاوفقون مع فكرنا. هذا أمير المؤمنين عليه السلام لم يطرد الخارجي من المسجد وسمح للمحتجين باداء -بدعة- صلاة التراويح. اذا كان لا اكراه في الدين فكيف بالامور السياسية والفكرية.

الامر المستغرب ان هذا المنطق يقلب المعادلات والموازين، فمن كان بالامس صديقا، اليوم يصبح عدوا، والعكس صحيح. اقرب واوضح الامثلة على ذالك الولايات المتحدة الامريكية والجمهورية الايرانية، الاولى تستخدم هذا المنطق في الخارج والثانية تستخدم هذا المنطق في الداخل (مع الملاحظة على ان الثانية تعتبر افضع واعظم من الاول بكثير لانها تستخدم في الداخل ضد ابناء الشعب والاصدقاء السابقين).

الولايات المتحدة تسعى بهذا المنطق الى الحفاظ على مصالحها وقوتها على مستوى العالم، وفي المقابل الجمهورية الايرانية تريد فرض وارغام الاخرين على السير في الطريق الذي تريدها، ومن يخالف او يرفض يكون في مواجهة قذائف التهم (العمالة - الخيانة - محاربة الدين ... الخ). الامر لم يقتصر على ايران بل وصل الى الخارج، الكثيرين من الشيعة اصبحو ياخذون بهذا المنطق تجاه ما يحصل في ايران، فهم -اي الشيعة- ينظرون الى المتظاهرين والمعارضين الايرانيين على انهم عملاء وخونة واعداء الى الدين، وهم متناسين او متجاهلين ان كبار المعارضين والمتظاهرين هم من ابناء الثورة الايرانية.

من العيب ان نعيب الامريكان او غيرهم على منطق (اما معنا او ضدا) ونحن في ذات الوقت نقوم بالشيء نفسه. فكما ذكرة ان الامريكان يستخدمون المنطق في الخارج، اما في الداخل فهم يمنحون الحرية والرأي والرأي الاخر، فنرى انتقاد ومعارضة للاخطاء والفساد يطال رئيس البلاد. وفي المقابل لم نرى اعتقال او غلق الصحف او القنوات الفضائية او رمي المنتقد والمعارض بالخيانة والعمالة وما الى ذالك.

لاحد الافراد مقولة مشهورة وهي (رأيت في الغرب اسلام بلا مسلمين، ورأيت في بلاد المسلمين مسلمين بلا اسلام). الغرب عمل ببعض الامور (وهي للاسف الاسلام حث عليها من قبل ولم يعمل بها المسلمين) جعلته في تطور وازدهار. الاسلام قد حث على الائمة الواحدة والشورى والحرية والاخوة بين المسلمين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر..الخ، فترك العمل بما حث عليه الاسلام هو السبب في التأخر والضعف.

والحمد لله رب العالمين
وصل الله على محمد واله الاطهار ولعنة الله على اعدائهم اجمعين من الان الى قيام يوم الدين



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق